الصرع عبارة عن اختلال يصيب الإنسان في عقله ، بحيث لا يعي المصاب ما يقول ، فلا يستطيع أن يربط بين ما قاله وما سيقوله، ويصاب صاحبه بفقدان الذاكرة، نتيجة اختلال في أعصاب المخ، ويصاحب هـذا الاختلال العقلي اختلال في حركـات المصروع فيتخبط في حركاته ، فـلا يستطيع أن يتحكم في سيره وقد يفقد القدرة على تقدير الخطوات المتزنة لقدميه أو حساب المسافة الصحيحة لها. ومـن مظاهر الصرع عملية التخبط في الأقوال والأفعال والفكر ) ( انظر عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 252 ، عالم الجن والملائكة - ص 76 ) .
ويقول الحافظ ابن حجر في تعريفه للصرع : ( هي علة تمنع الأعضاء الرئيسية عن انفعالها منعا غير تام ، وسببه ريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ ، أو بخار رديء يرتفع إليه مـن بعض الأعضاء وقـد يتبعه تشنج في الأعضاء فـلا يبقى الشخص معه منتصبا بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة، وقد يكون الصرع من الجـن ، ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم ، إما لاستحسان بعض الصور الإنسية ، وإما لإيقاع الأذى به.
والأول هـو الذي يثبته الأطباء ويذكرون علاجه ، والثاني يجحده كثير منهم وبعضهم يثبته ولا يعرف له علاجا إلا بمقاومة الأرواح الخيرية العلوية لتندفع آثار الأرواح الشريرة السفلية وتبطل أفعالها ) ( فتح الباري المجلد 10 - ص 114 ) .
ويقول الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين : ( الصرع غشية وإغماء يعتري بعض الناس أحيانا ، وقد تطول مدته أياما ، وقد يفيق بعد دقائق ، وسببه صداع في الرأس ، أو وهن في البدن ، أو إرهاق وتعب شديد يحصل منه هـذا الإغماء، وقد يكون سببه تلبس الجني بالإنسي الذي هو ملاطفته وغلبة الجني على روح الإنسي ، بحيث يداخله جميعه ثم يحصل منه عند ملابسته أن يصرع الإنسي حتى يغلب على عقله ويتكلم بما لا يقصده ، وينطق الجني على لسانه ، وعلاجه أن يرقى رقية شرعية بالقراءة وتكرار القراءة بقوة ونشاط ، وقـد لا يخرج إلا بالضرب الشديد ويقع على الجني ولا يحس به الإنسي بعد إفاقته ، والحصن من الجن بذكر الله ، ودعائه ، وتلاوة كلامه ، والاستعاذة من شر الشياطين ، والله أعلم ) (الموسوعة الشرعية في علم الرقى / منهج الشرع في بيان المس والصرع - ص 37 )