بسم الله الرحمن الرحيم:لـقد اختلف العلماء في تعريفه قـديما وحديثا ، فكل منهم فسره على نوع من أنواعه، فمنهم من قال بأنه صرف الشيء عن حقيقته ومنهم من قـال بأنـه يزيل الصحة عن الأبدان ، والسبب في الاختلاف أن كل واحد منهم فسره على المنظور الذي اطلع عليه هو .
وسنعرج الآن إلى ذكر مجموعة من التعاريف وبعدها نستنبط المعنى الحقيقي للسحر.
قال الليث : ( السحر عمل يُقربُ فيه إلى الشيطان وبمعونة منه )
قلت : وهنا شرح الليث السحر بأنه أعمال شيطانية يقوم بها الساحر ابتغاء طلب المعونة من شياطين الجن فكان تعريفه ينحصر في هذا المفهوم ..
وقال الأزهري Sad أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره )( تهذيب اللغة - 4 290 )
وقال ابن منظور : ( فكأن الساحر لمـا أرى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه )( لسان العرب - 4 / 348 ).
قلت : وهنا عرَّف ابن منظور السحر وكأنه منحصر في التخييل فقط..
وقال فخر الدين الرازي Sad السحر في عُرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخداع )( المصباح المنير 268 ) .
وقال ابن قدامة المقدسي : ( هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يُبغض أحدهما إلى الآخر أو يحببُ بين اثنين ) ( محيط المحيط 399).
وقال الإمام ابن قيم الجوزية : ( هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة ، وانفعال القوى الطبيعية عنها ) ( زاد المعاد : 4 / 126 )...
تعريف السحر :
إذا فكل يفسر السحر بتفسير كما يراه هو . فنقول وبالله التوفيق:
أن للسحر تعاريف كثيرة وكل منها له تعريف وشرح خاص باختلاف الأعمال التي يعمل عليها الساحر ، فإذا كان السحر لإلحاق الأذى قلنا أنه تأثيرات على الأجسام، وإذا كان يُخيل الشيء ويُغيره عن حقيقته قلنا له صرف الشيء عن حقيقته. وغيرها من التعاريف . فملخص الكلام أن للسحر تعاريف كثيرة وذلك راجع إلى العمل القائم عليه .
والله ولي التوفيق..