بسم الله الرحمن الرحيم:- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( عُرف أن السحر يغير الحس والعقل، حتى يُخيل إلى الإنسان الشيء بخلاف ما هو ، وكذلك سائر الخوارق الشيطانية لا تأتي إلا مع نوع فساد في الحس أو العقل ، كالمؤهلين الـذين لا تأتيهم إلا مع زوال عقولهم ، وآخرين لا تأتيهم إلا في الظلام ، وآخرين تتمثل لهم الجن في صورة الإنس فيظنون أنهم إنس ، أو يرنهم مـثـال الشيء فيظنون أن الذي رأوه هو الشيء نفسه ، أو يُسمعونهم صوتا يُشبه صوت من يعرفونه فيظنون أنه صوت ذلك المعروف عندهم ، وهذا كثير موجود في أهـل العبادات البدعية التي فيها نوع من الشرك والمخالفات للشريعة )(النبوات - ص 431/432) .
- قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه : ( قال البغوي رحمه الله : ( العراف الـذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بهـا على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك . قال في الحاشية : إن العراف هو الذي يخبر عن الواقع كالسرقة وسارقها والضالة ومكانها وغير ذلك ، بأسباب ومقدمات بأقيسة فاسدة يـدعي معرفتها بها ، وخيالات شيطانية ، وربمـا تنزلت عليه الشياطين ومازجت أنفاسه الخبيثة أنفاس إخوانه من الشياطين ) ( حاشية كتاب التوحيد - ص 206 ) .
- قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال النووي : والصحيح أن السحر له حقيقة، وبـه قطع الجمهور وعليه عـامة العلماء ويـدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة) (فتح الباري - 10/222 ) .
- وقال الإمام النووي رحمه الله : ( واعلم أن التكهن وإتيان الكهان وتعلم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل وبالشعير والحصى وتعليم هذه كلها حرام ، وأخذ العوض عليها حرام بالنص الصحيح ) (روضة الطالبين - 8 /198 ) .
- وقال ابن قدامة رحمه الله : ( والسحر له حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه.
ثم قال : وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواترا لا يمكن جحده.
ثم قال كذلك : وقد روي من أخبار السحرة ما لا يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه ) ( المغني - 10 / 106 ) .
- وقال الإمام القرطبي رحمه الله : ( وقال بعض العلماء : قال أهل الصناعة: إن السحر لا يتم إلا مع الكفر والاستكبار ، أو تعظيم الشيطان ، فالسحر إذن دال على الكفر على هذا التقدير ) (الجامع لأحكام القرآن - 2/48 ) .
- وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ( فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما فقط ، وما يشعرون أنه الكفر ، فيدخلون في تعليم السيمياء وعملها وهي محض السحر وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر ، وفي محبة الزوج لامرأته وبغضها له وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال ) ( الكبائر -ص 14)
- وقال الألوسي : (السحر أمر غريب يشبه الخارق وليس به ، إذ يجري فيه التعلم ويستعان في تحقيقه بالتقرب إلى الشيطان ، بارتكاب القبائح قولا : كالرقى التي فيها ألفاظ الشرك ، ومـدح الشيطان وتسخيره. وعملا : كعبادة الكواكب ، والتـزام الجنابة ، وسائر الفسوق إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس ، فإن التناسب شرط التضامن والتعاون ) ( روح المعاني - 10 / 338 ) .
- وقال أبو العز الحنفي رحمه الله تعالى : ( وقد تنازع العلماء في حقيقة السحر وأنواعه والأكثرون يقولون أنه قد يؤثر في موت المسحور ومرضه من غير وصول شيء ظاهر إليه ) ( شرح العقيدة الطحاوية - ص : 505 ) .
- وقال العيني : ( السحر ثابت محقق ، ولهـذا أكثر البخاري في الاستدلال عليه بالآيات الدالة عليه والأحاديث الصحيحة ، وأكثر الأمم من العرب والروم والهند والعجم بأنه ثابت وحقيقة موجودة وله تأثير ولا استحالة في العقل في أن الله يخرق العادة ) ( عمدة القاري - 21/277) .
- قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره للآية : (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) : ( وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة، وأنه يضر بإذن الله أي بإرادة الله والإذن نوعان : إذن قدري وهو المتعلق بمشيئة الله كما في هذه الآية ، وإذن الله الشرعي كما في قوله تعالى في الآية السابقة: (( فإنه نزله على قلبك بإذن الله )) وفي هذه الآية وما أشبهها أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير فهي تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة في التأثير ) ( تفسير الكريم الرحمن - 1/ 57 ) .
- وقال الشيخ الدكتور عمر الأشقر : ( والذي نعلمه من دراستنا للكتاب والسنة ومطالعتنا لما دون في موضوع السحر أن الساحر لابد أن يكون خاضعا للشيطان ، بل عابدا له حتى يعينه الشيطان ويخدمه ) ( عالم السحر والشعوذة - 167 )