بسم الله الرحمان الرحيم
إخواني الأعزاء أخواتي الفاضلات أعضاء منتداي المخلصين
حقيقة
علم التنجيممقدمه
النفس البشرية مفطورة على حب لما غاب وخفي عنها
والكثير من يطالع بدون إدراك ما يرد في المجلات والصحف اليومية المختلفة تحت عناوين كثيرة منها
أنت
والنجومأو حديث النجوم
وما إلى ذلك من تلك الأسماء
إن المطالعة لتلك المقالات الصغيرة المحدودة والتي تفتقر إلى الموضوعية والجدية إنما هي مطالعة عفوية
والهدف منها في المجلات و الصحف المختلفة التسلية اللهم لا أكثر
هل يعد علم التنجيم إدعاء للغيب ؟
كلنا متفقون أن ناصية
علم الغيب بيد الله عز وجل وحده
وأن المسير لهذا الكون هو الله تعالى سواء كانت الأقدار أقدار خير أو شر فإنها من الله تعالى
بل إن من شروط الإيمان بالله الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره
وهذان الأمران لا يختلف عليهما اثنان
ولكن الأقوام السابقون لما رأوا من عجيب التزامن بين الخرائط الفلكية والأحداث على سطح الأرض اعتقدوا أن النجوم هي المسيرة لهذا الكون فعبدوها من دون الله تعالى !!!
حيث كانوا كلما حدث أمر عظيم كقيام دولة أو زوال مملكة أو نجاح ثورة أو اشتعال حرب أو حدوث كوارث طبيعية من زلازل أو براكين أو أعاصير كانوا يعمدون إلى رسم خرائط فلكية وقت وقوع تلك الأحداث وجعلوا يدرسونها ويقارنون فيما بينها فوجدوا روابط فلكية تربط بين الأحداث المتشابهة ومن هنا أمكنهم بعد ذلك توقع الكثير من الحوادث بناءا على تلك الدراسات
وهكذا نرى أن هذا العلم يقوم على دراسات واستنتاجات و استقرآت وليس ضربا من التخمين
حتى إن الشيخ محمد بخيت رحمه الله مفتي الديار المصرية سابقا أصدر كتابا بعنوان " توفيق الرحمن فيما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن "
وقد تناول فضيلته الآيات والأحاديث الشريفة والتي يعتقد البعض أن هناك تعارضا بين تفسيراتها وبين علم أحكام النجوم
ومن المؤسف أن المنكرين لهذا العلم يتحججون بقولهم كذب المنجمون ولو صدقوا وبعضهم يكون أكثر تفلسفا فيقول كذب المنجمون ولو صدفوا
المصيبة أنهم ينسبون هذا القول إلى الله تعالى ويعتقدون أنه آية قرآنية أو حديث نبوي شريف
والواقع أن تلك المقولة ما هي بآية قرآنية ولا بحديث نبوي شريف ولكنها شاعت و جرت مجرى المثل أو القول الشائع
و أصل هذه المقولة " كذب المنجمون لو أخطئوا في حساباتهم ولو لم يخطئوا صدقوا "
فحذف ما تحته الخط فغدت على تلك الصورة الشائعة !!!
علم التنجيم يسمى بعلم أحكام النجوم
وهذا يعني إن المنجم عندما يتنبأ فإنه بمنزلة من يصدر حكما والحكم لا بد له من شهود وأدلة ولا يكتفي بشاهد واحد كذلك الأمر في التنجيم فلكي يصدر المنجم حكما أو توقعا فإنه يعتمد على أسس ومبادئ وشواهد وأدلة فلكية
وعلية فعلم التنجيم هو علم له أصوله ومبادئه وقوانينه الخاصة به
إذن المنجم لا يبني تنبوآته وفق هواه كالراصد الجوي الذي يتنبأ بحالة الجو وموعد هطول الأمطار فإنه يتنبأ بناءا على دراسة الخرائط وقياس سرعة الرياح وكل تلك الأمور تقوده في النهاية إلى نتيجة معينة
وعمل المنجم شبيه بهذا وعليه فعلم التنجيم هو في الواقع استقراء و استنتاج للتفاعل الإنساني في الحياة بدلالة مواقع الكواكب واتصالاتها الفلكية
وعليه فالكواكب تعطي دلالة على حدوث حادثة معينة ولكنها ليست هي المدبرة لتلك الحوادث !!
دعائم علم التنجيم
علم التنجيم يقوم على دعامتين أساسيتين
1) مبدأ الأسباب والمسببات
فكل شئ في هذا الكون يسير وفق منظومة معينة ولا مجال للصدفة في الخطة الإلهية لذلك قال الله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
إذن لا مجال للصدفة مطلقا
مثلا
· الشبع مقترن بالأكل
· الارتواء مرتبط بالشرب
وهكذا
إن ربط الأسباب بمسبباتها هي إحدى سنن الله تعالى الكونية والقرآن الكريم يدلل على ذلك في أكثر من موضع ولنأخذ بعض الأمثلة :
1. في قصة وضع السيدة مريم للسيد المسيح عليه السلام عندما جاءها المخاض إلى جذع النخلة ناداها جبريل عليه السلام وقال لها( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25}مريم
فبرغم ألم الولادة وهي وحدها وحيدة بلا معين من البشر أمرها أن تهز جذع النخلة وهل امرأة في وضعها وحالتها تستطيع هز جذع النخلة !
وكان بالإمكان أن تأكل من رطب تلك النخلة دون أن تهز الجذع ولكن الله تعالى أراد أن يوجه عنايتنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب
2. كذلك في قصة هجرته صلى الله عليه وسلم لما أحاط المشركون بيته صلى الله عليه وسلم ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه صلى الله عليه وسلم بين القبائل فعمد إلى حفنة من تراب و أخذ يتلو قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{9} يس
وكان بالإمكان أن يذهب الله تعالى بأبصارهم دون أن يذر صلى الله عليه وسلم التراب في عيونهم ولكن لا بد من الأخذ بالأسباب !!
3- لما أراد الله تعالى أن يغرق قوم نوح عليه السلام أمره تعالى ببناء السفينة حيث قال تعالى (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}هود
وكان بالإمكان أن ينجى الله تعالى نبيه نوح دون الحاجة إلى صناعة سفينة !!
والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى
2) مبدأ التزامن والتجربة
ولنوضح مفهوم التزامن
مثلا
· عندما تتجمع السحب يتزامن هطول الأمطار
· عندما تشرق الشمس يتزامن مع النشاط الذي يدب في أجساد الكائنات الحية على اختلاف أنواعها
· عندما يحل الصيف يتزامن ظهور التمر مثلا وهكذا
كذلك أثبتت التجربة
أن الشمس هي منبع الضياء وعندما تشرق الشمس يعم الضياء أرجاء المعمورة المواجهة للشمس
تحدث عمليتي المد والجزر في المياه بسبب جاذبية كلا من القمر والشمس
ومن خلال هذه المبادئ يستطيع المنجم أن يتنبأ بالأحداث
فمثلا :
يستطيع المعلم أن يتنبأ بقدرة تلميذ ما لدية على اجتياز الامتحان أم لا
كذلك يستطيع الطبيب أن يتنبأ بحالة مريضه الصحية بل ويستطيع أن يتنبأ بالأطعمة أو الأشربة التي تسبب المشاكل لذلك المريض عند تناولها
الطبيب يستطيع التنبؤ بميعاد الولادة !
وكل ذلك من خلال مبدأ التجربة
كل هذه التنبوءات لم تأت مصادفة ولم تأتي من فراغ بل من خلال الخبرة والتجربة في الميدان العملي لكلا منهما
· كثيرا ما يردد علماء التاريخ مقولة شهيرة جدا وهي " أن التاريخ يعيد نفسه "
وهذه المقولة لم تأتي من فراغ ولكن التجربة أثبتت أن هناك دورات فلكية تتفق وتتزامن مع الدورات التاريخية
حتى إن الشخصيات الهامة تتكرر في التاريخ
مثال ذلك "
1. مولد نبوخذ نصر يشابة مولد هتلر وكلاهما أهلك عددا كبيرا من اليهود كذلك الحال مع فرعون
2. مولد الفاروق عمر بن الخطاب يشابه مولد الخليفة عمر بن عبدالعزيز
3. مولد أبي العلاء المعري يوافق مولد طه حسين وكلاهما أصيب بالجدري وكلاهما ضرير
4. مولد الشاعرة العربية الخنساء يشابه مولد السيدة عائشة التيمورية و إن كانت الخنساء رثت أخيها فعائشة التيمورية رثت أمها و أبيها و أبنتها
من آثار حركتي الشمس والقمر على الحياة على سطح الأرض
سنتناول هنا بعضا من أثر كلا من الشمس والقمر على الأرض ولنبدأ بأثر الشمس أولا
· أثر الشمس
يتغير شكل القمر من محاق إلى هلال إلي بدر إلى هلال إلي محاق تبعا لازدياد نور القمر أو نقصانه بحسب بعده أو قربه من الشمس
· إن الأمطار التي عليها مدار حياة البشر من زراعة وصناعة تتكون من سحب تكونت بفعل حرارة التبخير الصادرة عن الشمس
· ساهمت الشمس في تقسيم البيئة إلى عدة أنماط وأنماط مختلفة بحسب ميل الشمس فهناك البيئة القطبية وهناك البيئة المدارية وهناك البيئة الاستوائية ولكل بيئة من هذه البيئات خصائصها ومميزاتها التي تمتاز بها عن غيرها سواء في مناخها أو زراعتها أو في طبيعتها لذلك أختلف الناس في عاداتهم و طبائعهم و أخلاقهم وأجسامهم و ألوانهم بحسب درجة بعد الشمس أو قربها وبذلك يمكننا تقسيم السكان إلى ثلاثة أنواع كما يلي :
1. سكان خط الاستواء
وهم أهل السودان وما قارنهم من البلاد فالشمس تمر على رؤسهم في العام مرة أو مرتين لذا تحرقهم الشمس وتسود أبدانهم وشعورهم فحرارة الشمس تؤثر على صبغة الميلانين التي تلعب دورا هاما في لون البشرة
فالزنوج وسكان الحبشة جثثهم غليظة عظيمة فيها ضخامة وأخلاقهم فيها وحشية وتفكيرهم محدود وضعيف لذا نجد أن الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي استعمر القارة الإفريقية وغدت تجارة الرقيق تجارة عالمية وقد قدرت أعداد الزنوج الذين تم اختطافهم إلى أمريكا الشمالية والجنوبية بنحو 20 مليون أفريقي
2. سكان مدار السرطان
و هؤلاء لم يبعدوا كثيرا عن الشمس لذا فألوان بشرتهم متوسطة البياض و أجسامهم معتدلة وأخلاقهم حسنة كأهل الشام والأتراك والعراق وإيران والصين
ومن كان من هؤلاء أميل إلى ناحية الجنوب كان أكثر فهما و ذكاءا كاليابانيين والصينيين الذين غزو العالم بمنتجاتهم الصناعية
ومن كان منهم أقرب إلى ناحية الشرق كان أقوى نفسا وأشد عزيمة كالأفغان الذين حاربوا الروس وانتصروا على الشيوعية وهم من الدول النامية
ومن كان منهم أميل إلى ناحية الغرب فهم ألين نفسا وأسهل عريكة وأشد أنسا كأهل مصر والمعروف عنهم أنهم أهل نكته وفكاهة
3. سكان خط عرض 50 شمالا كالروس والبريطانيين
فإنهم يبعدون عن الشمس وحرارتها لذا نجد ألوان بشرتهم بيضاء وشعورهم سبطة شقراء وأبدانهم عظيمة و طبائعهم مائلة للبرودة لذا شاع عن الشعب الإنجليزي بأنه بارد